JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

التعريف بكتاب أزهار الرياض للمقري

 مقدّمة 

حياة أبي العبّاس أحمد شهاب الدّين المقّريّ معروفة إلى حدّ كبير، سواء في المغرب، أو في المشرق، فهو مولود في أواخر الفرن العاشر، بمدينة تلمسان، الحاضرة التي أنجبت خيرة علماء الجزائر في شتّى المجالات، وقد تنقّل بين مدن المغرب المشهورة آنذاك مثل "فاس" و"مراكش"، وغيرهما، كما زار مختلف العواصم العربيّة
كمصر ودمشق والقدس والحرمين، من هنا فإنّ حياته حافلة بالإنجازات العلميّة والفكريّة التي تترجمها مؤلّفاته التّاريخيّة والتي من أبروها (نفح الطّيب من غصن الأندلس الرّطيب).

1 - التعريف بأزهار الرّياض

كتاب ضخم ألفه المقري للتعريف بالقاضي عياض السبتي[1] صاحب ''الشفا في التعريف بحقوق المصطفى'' وذلك بناء على إلحاح من أهل تلمسان، وقد ذكر محققوا الكتاب أن ذلك كان في مدينة فاس بين سنتي 1013 و1027 للهجرة، بعدما نزح عن وطنه "لأسباب سياسية"، وهو سابق في تاريخه عن "نفح الطيب"، الذي ألفه بمصر، بداية من العام 1028 للهجرة[2]، استجابة لرغبة بعض أعيان دمشق[3]، يقول المؤلف في مقدمة الكتاب: «وفي هذا التاريخ الغريب وردت كتب من تلك الناحية، حركت شجو الغريب، والشوق إلى لقائهم، والتوق إلى ما يرد من تلقائهم، يقتادان القلب بزمام فينقاد، ويوقدان نار الوجد بين الضلوع أي إيقاد[4]:

بعد ذلك ينتقل "المقري" إلى ذكر الطلب الذي من أجله شرع في تأليف كتاب "أزهار الرياض"، حيث قال «وكان من جملة فصولها وفروع أصولها، طلب التعريف والإلمام ببعض أحوال الشيخ الإمام، قاضي الأئمة، وعلم الأعلام، عمدة أرباب المجابر والأقلام، ومفخر علماء الإسلام، ذي الفضائل التي استقلت رسومها، فلم تحتج إلى إعمال الأعلام، والمحاسن التي بهرت أقمارا وشموسا، سيدي "أبي الفضل عياض ابن موسى" الشهير الصيت في كل قطر، صب الله على مثواه من الرحمات شآبيب القطر.»[5]

2 - سبب تأليفه

والجدير بالذكر أنه لولا شهرة "القاضي عياض" لما طلب "السائل" من المقري ترجمة له، خصوصا إذا ما علمنا أنه عاش في فترة تميزت بالنزاعات والثورات، التي أدت إلى نهاية المرابطين وبداية عهد الموحدين، فضلا عن كونه تولى القضاء في كل من المغرب والأندلس، وأصبح من كبار
الفقهاء المالكيين، وذلك ما تدل عليه مؤلفاته العديدة، وقد وصفه معاصره "الفتح بن خاقان" بقوله: «جاء على قدر، وسبق إلى نيل المعاني وابتدر، فاستيقظ لها والناس نيام، وورد ماءها وهم جيام، وتلا من المعارف ما أشكل، وأقدم على ما أحجم عنه سواه ونكل ... قد ألحفته الأصالة رداءها، وسقته أنداءها، وألقت إليه مقاليدها، وملكته طارفها وتالدها فبذ على فتائه الكهول سكونا وحلما، وسبقهم معرفة وعلما، وأزرت محاسنُه بالبدر اللياح، وسرت فضائله سرى الرياح، فتشوقت لعلاه
الأقطار، ووكفت تحكي نداه الأمطار»
[6]


3 - منهج الكتاب :



أقسـام التـّرجمة



المـوضــــوعات



روضة الورد



في ذكر أوّلية هذا العالم الفرد



روضة الأقحوان



في ذكر حاله في المنشأ والعنفوان



روضة البهار



في ذكر جملة من شيوخه الذين
فضلهم أظهر من شمس النهار



روضة المنثور



 في بعض ما له من منظوم ومنثور



روضة النّسرين



في تصانيفه العديمة النّظير
والقرين



روضة الآس



في وفاته، وما قابله به الدّهر
الذي ليس لجرحه من آس



روضة الشّقيق



في جمل من فوائده، ولمع من
فرائده المنظومة نظم الدّر والعقيق



روضة
النّيلوفر



في ثناء النّاس عليه، وذكر بعض
مناقبه التي هي أعطر من المسك الأذفر



الهوامش والإحالات


[1] -  كان مولده بمدينة سبتة، في النصف من شعبان سنة 446 ه، وتوفي بمراكش في السابع جمادى الآخرة سنة 544 ، تولى القضاء بغرناطة سنة 532. ذكره ابن بشكوال في "الصلة" فقال : «دخل الأندلس طالبا للعلم، فاخذ بقرطبة عن جماعة، وجمع من الحديث كثيرا، وكان له عناية كبيرة به، والاهتمام بجمعه وتقييده، وهو من أهل التفنن في العلم، والذكاء، واليقظة، والفهم، واستقضي ببلده – يعني مدينة سبتة – مدة طويلة، حُمدت سيرته فيها، ثم نقل عنها إلى قضاء قرطبة، فلم يطل أمده فيها.» ينظر ترجمته على سبيل المثال لا الحصر في: وفيات الأعيان 3/483، والصلة لابن بشكوال ( دار الغرب الإسلامي) 2/74. وشذرات الذهب للحنبلي (ط دار ابن كثير)، ج6/226. وقلائد العقيان للفتح بن خاقان ( مكتبة المنار الأردن)، ص683 . والإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام للسملالي (المطبعة الملكية بالرباط). ج9/319. ومقدمة كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك (ط. العلمية)، ج1/4 وأزهار الرياض للمقري، والتعريف بالقاضي عياض لولده أبي عبد الله ( دار فضالة).

[2] - يستدرك المحققون ذلك بالقول إن الانتهاء من أزهار الرياض كان بالمشرق لا بالمغرب، وذلك حوالي 1038 للهجرة. (مقمة أزهار الرياض ص1). وعلى العموم فإن المقري قد غادر المغرب أواخر رمضان سنة 1027 للهجرة، عازما على الحج؛ فركب البحر حتى كاد أن يشرف المركب على الغرق، فأنجاهم الله. وفي ذلك يقول المقري نفسه - في الباب الرابع من كتابه فتح المتعال في مدح النعال - «أني لما سافرت من ثغر تطوان - حرسها الله - في غراب للجزائر المحمية ... فهال علينا البحر حتى تكسرت المجاذيف، وأشرفنا على الهلاك ...» (ينظر عبد الرحمن الجيلالي تاريخ الجزائر العام 3/145-146).

[3] - سيأتي الحديث عن نفح الطيب في الصفحات الموالية.

[4] - أزهار الرياض 1/11.

[5] - أزهار الرياض، 1/11-12.

[6] - بن خاقان، الفتح بن محمد القيسي الاشبيلي، قلائد العقيان ومحاسن الأعيان، ت: حسين يوسف خريوش،
مكتبة المنار، اليرموك، الأردن، ط1، 1989، ص683-684.

author-img

تاريخ الجزائر الثقافي وآدابها

Kommentare
Keine Kommentare
Kommentar veröffentlichen
    NameE-MailNachricht