JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

مجموع رسائل موحّديّة من إنشاء كتّاب الدّولة الموحّدية، ليفي بروفنصال

 مقدمة

نشر بروفنصال سبعاً وثلاثين رسالة من إنشاء كتّاب الدّولة المؤمنيّة، وطبعت بالمطبعة الاقتصاديّة بالرّباط عام 1941، وهي رسائل ديوانيّة تضمّ في ثناياها أهمّ الحوادث التي وقعت في أيّام الموحّدين من تدابير سياسيّة، وإصلاحات اجتماعيّة، وغزوات وانتصارات حربيّة، لذلك فإنّ قيمتها التّاريخيّة واضحة للعيان، مادام كتّابها موظّفون رسميّون، اصطفاهم عبد المؤمن وأولاده من بعده، سيما وأنّ الدّولة الموحّديّة قامت على أنقاض المرابطين، وكانت في بدايات تكوينها السّياسيّ والعسكريّ، فكان لابدّ من سيطرة نفوذها على المغرب والأندلس، وصدّ الهجمات المعادية وإخماد الثّورات الدّاخليّة، أمّا من النّاحية الأدبيّة فهي نماذج لتطوّر أدب الرّسائل في المغرب والأندلس في القرنين السّادس والسّابع الهجريّين، ووتبرز الأسلوب الذي كانت تصاغ به تلك الرّسائل، والكتّاب الذين نشر بروفنصال رسائلهم هم:

أبو جعفر[1] وأبو عقيل ابن عطية: 

هما أحمد بن أبي جعفر بن محمّد بن عطيّة وأخوه، من أهل مراكش، أصلهما من طرطوشة شرقي الأندلس، كان أبوهما من أهل الحديث، كتب الأوّل لعلي بن يوسف المرابطي، ثمّ لابنه أحمد، وبعد فتح مراكش اختفى ضمن الجند الموحّديّ، وشارك في حملة الشّيخ أبي حفص الهنتانيّ على الثّائر الماسي[2] حيث كان ضمن الرّماة، فكتب رسالة النّصر عن الشّيخ إلى الخليفة عبد المؤمن، فكانت هذه الرّسالة طريقه إلى الكتابة والوزارة[3]، إلى أن تعرّض للنّكبة مع أخيه أبي عقيل فقتلا في آخر صفر سنة 533هـ، وكان يساعده في عمله عدد من الكتّاب منهم أبو القاسم القالميّ وأبو بكر محمّد بن عامر الأوسيّ، وعدد الرّسائل التي نسبها إليه بروفنصال ضمن المجموع ستّة عشر رسالة هي:  1 – 2 – 3 – 4 – 5 – 6 – 7 – 9 – 10 – 11 – 12 – 13 - 14 – 15 – 19 – 23. أمّا ابن عقيل فأورد له رسائل ثلاثاً وهي: 8 – 16 – 17.

أبو الحسن بن عياش[4]: 

بن فرج بن عبد الملك بن هارون الأزديّ القرطبيّ، من أهل يابرة، سكن أبوه قرطبة ونشأ هو بها، كتب لبني حمدين أيّام قضائهم، وخلال ثورتهم لجأ إلى إشبيلية، ثمّ كتب بها على كُره لعاملها الموحّديّ أبي إسحاق برّاز بن محمّد المسوفيّ[5]، ثمّ للسّيّد أبي حفص بن عبد المؤمن، وممّا كتب عنه رسالته من ظاهر مرسية بعد هزيمة ابن مردنيش[6] في معركة "الجلاب"[7]، استدعاه عبد المؤمن لكتابته بعد مقتل ابن عطيّة، ثمّ كتب لابنه يوسف وهو وال لإشبيلية، واستمرّ كاتباً له أيّام خلافته إلى وفاته سنة 568هـ، وأورد له بروفنصال من الرّسائل ثلاثاً هي: 18 – 24 – 25.

أبو الحكم بن عبد العزيز بن المرخي: 

اللّخميّ القرطبيّ من أهل إشبيلية، ولد سنة 519، وتعرف عائلته ببني عبد العزيز وبني المرخيّ واشتهرت بالآداب والكتابة الرّسميّة، فقد كان أبوه أبو بكر نظيراً لأبي بكر بن أبي الخصال في البلاغة والكتابة، وكلاهما كتب عن الأمير المرابطيّ علي بن يوسف، ولأبي الحكم رسالة حول معركة "فحص هلال" سنة 568هـ، ثمّ رسالة أخرى حول إعادة فتح قفصة سنة 576هـ، وتذكر المصادر ومنها "المراكشي" أنّ أبا يعقوب بن عبد المؤمن خيّم بظاهر إشبيلية في إحدى غزواته (لعلّها غزوة شنترين)، ونهى أهل محلّته عن الدّخول إلى المدينة، فدخل إليها أبو الحكم فهجره الخليفة ثمّ أقصاه ولم يعد إلى الكتابة، وقد ذكر له بروفنصال رسالة واحدة رقم 20.

أبو عبد الله بن عياش: 

محمّد بن عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن عبيد الله بن عيّاش التّجيبيّ، أصل سلفه من سرقسطة، ولد سنة 550ه، ببرشانة (من عمل المرية) ونشأ بها، وصفه صاحب التّكملة بأنّه رئيس في صناعة الكتابة خطيب مصقّع، لا يفهم كلامه إلّا حفّاظ اللّغة من أهل العلم، ابتدأ الكتابة الرّسميّة في خدمة أبي حفص عمر الرّشيد بن الخليفة يوسف أثناء ولايته لمرسية، فلمّا قتله المنصور سنة 584ه، اختفى بن عيّاش ثم عفى عنه المنصور واستكتبه سنة 586ه، كما كتب بعده عن النّاصر ثمّ المستنصر، وظلّ كاتباً في ظلّ الموحّدين أزيد من ثلاثين عاماً، توفّي في 25 جمادى الثّانية سنة 618ه، وبالنّسبة لبروفنصال فقد نشر له ثلاث رسائل وهي: 35 – 36 – 37.

أبو القاسم عبد الرّحمن القالمي[8]: 

من قالمة وهي من قطر بونة، وقد وقع تحريف لنسبته، إذ هو القالميّ وليس العالميّ كما أورده نويهض في معجمه، الذي يبدو أنّه نقله من العماد الأصفهانيّ، وعلى العموم فإنّ تاريخي ميلاده ووفاته غير معروفين، غير أنّ المؤكّد أنّه توفّي قبل سنة 561هـ، 1166م[9]، وهي السّنة التي ألّف فيها ابن بشرون كتابه "المختار" وذكره فيه، ويبدو أنّه كان من الكتّاب المرموقين في قلعة بني حمّاد، وهو ما جعل عبد المؤمن لمّا فتح بجاية يستكتبه بينما استمرّ ابن عطيّة في الوزارة إلى سنة 553هـ، وكتب لعبد المؤمن مع القالميّ أبو محمّد عيّاش بن عبد الملك من أهل قرطبة، وساعده أيضا ابن محشرة، الذي ظلّ يخدمه إلى أن مات، فكتب مكانه، ومن الرّسائل التي كتبها القالميّ الرّسالة رقم 21 في "مجموع رسائل موحّديّة" بتاريخ ربيع الآخر سنة 555هـ، والرّسالة 22 حول معركة فحص هلال سنة 568هـ.

الهوامش والإحالات


[1] - الإحاطة: 1/ 263 – 271 – إعتاب الكتّاب: 225 – جذوة الاقتباس، 1/175 - نفح الطّيب: 5/ 183-184 - ذكريات مشاهير رجال المغرب (في الأدب) ص: 746 - رسائل موحّديّة – مجموعة جديدة، العزّاويّ، ص: 20.

[2] - هذا الثّائر هو محمّد بن عبد الله بن هود بن عبد الله السلاوي لم يذكر المؤرخون سنة مولده، لكن بالمقابل سجلوا تاريخ مقتله سنة 542 هـ - 1148 م، يُعرف بالماسي، كان ثائرا مغربيا أنشأ ملكا في صدر الدعوة الموحدية، أصله من أهل سلا. تلقّب بالهادي، وظهر في رباط ماسة بمنطقة السّوس، وكثر أتباعه، حتّى قضى عليه أبو حفص عمر سنة (المعسول للسّوسيّ، ص: 25 - العبر، 6/232 – البيان المغرّب، 3/26).

[3] - أورد الرّسالة كلّ من: ابن الأبّار، إعتاب الكتّاب، ص: 227-229 - ابن الخطيب في الإحاطة، 1/269-270 - المقّريّ في نفح الطّيب، 5/187-188 - السّملاليّ في الاستقصا، 2/111-112 – الحميريّ في الرّوض المعطار، ص: 522 (مادّة ماست).

[4] - ترجمته في: الإعلام بمن حلّ بمراكش وأغمات من الأعلام، 8/357 – رسائل موحّديّة – مجموعة جديدة، ص: 20.

[5] - كان المسوفيّ عاملاً على إشبيلية من قبل الموحّدين سنة 1147م.

[6] - ابن مردنيش (1124 - 1172)، هو أبو عبد الله محمد بن سعد بن محمد بن أحمد بن مردنيش الجذامي بالولاء، ملك شرقي الأندلس، من أسرة إسبانية مولّدة اعتنقت الإسلام، وحسن إسلام بعض أفرادها؛ فجده الزاهد المجاهد محمد بن أحمد بن مردنيش صاحب المغازي والفضائل، ويعود أصل التسمية (ابن مردنيش) إلى (Martinez) المشتق من تسمية بيزنطية قديمة. ولد في مدينة بينيسكولا في الولاية الجديدة كاستيون دي لا بلانا، اتخذ ابن مردنيش من مرسية عاصمةً له، فحظيت بعنايته واهتمامه، وانعمرت في زمانه حتى صارت قاعدة الأندلس، وقد اهتم بجمع الصنَّاع لآلات الحروب وللبناء والترخيم واشتغل ببناء القصور العجيبة، والنزه والبساتين العظيمة، وربط نفسه بتحالفات مع القوّاد المجاورين له من الثوار على المرابطين، وصاهر بعضهم؛ ليزيد من نفوذه، وكان من أشهر هؤلاء القواد إبراهيم بن محمد بن مفرج بن همشك ـ وهمشك الجد الإسباني الأصل أسلم على يد مَلكٍ من بني هود ـ وقد ولاه ابن مردنيش جيان لخدماته التي أسداها ... (ترجمته في: الحلة السيراء، 2/232 -  دولة الإسلام في الأندلس، عصر المرابطين والموحّدين، ص: 367...)

[7] - فحص الجلاب: مكان على بعد 12 كيلومتراً جنوب مُرسية، جرت فيها المعركة بين الموحّدين وابن مردنيش.

[8] - رايات المبرّزين، ص: 265 - المعجب، ص: 150 -  موسوعة العلماء والأدباء الجزائريّين، ص: 273، وقد أورد له صاحب رايات المبرّزين أبياتاً (وهو يسمّيه القالي نسبة إلى القالة)، نقلها عن طرف الظّرفاء للشّقندي، وهي:

أَشَهْرَ الصَّوْمِ مَا مِثْلُـ      ـــكَ عِنْدَ اللهِ مِنْ شَهْرِ

عَلَى أَنَّكَ قَدْ حَرَّمْـــ           ـــتَ فِينَا لَذَّةَ السُّكْرِ

وَقَرْعَ الْكَأْسِ بالْكَأْسِ        وَرَشْفَ الثَّغْرِ بِالثَّغْرِ

وَإِنِّي وَالَّذِي شَرَّ ...        ....فَ أَوْقَاتَكَ بِالذِّكْرِ

وَمَا أَمْسَى يُصَلَّى فِيــ    ــكَ مِنْ شَفْعٍ وَمِنْ وَتْرِ

لَمَسْرُورٌ بِأَنْ تَفْنَى          عَلَى أَنَّكَ مِنْ عُمْرِي

[9] - معجم أعلام الجزائر، ص: 213.

author-img

تاريخ الجزائر الثقافي وآدابها

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة